
نظرة على التحكيم في دبي: المعلومات الضرورية للشركات
أصبح اللجوء إلى التحكيم في دبي شائعًا ومرغوبًا لحل النزاعات، خاصة داخل المجتمع التجاري. وقد اكتسب التحكيم شعبيته نتيجة لكفاءته في حل النزاعات، وسريته، وإمكانية اختيار محكّمين خبراء. لذلك فمن الضروري بالنسبة للشركات فهم التحكيم في دبي وخاصة بعد توسع نشاطها لتشمل الانخراط في معاملات خارجية تتجاوز الحدود الإماراتية. لذلك فإن هذه المدونة تسلط الضوء على الجوانب الأساسية للتحكيم وفوائده، وأهميته بالنسبة للشركات ولماذا يمكنها اعتباره خياراً جديراً بالاعتبار لحل النزاعات في الإمارات.
ما هو التحكيم؟
التحكيم هو عملية حل النزاعات حيث تتفق الأطراف على عرض خلافهم على طرف ثالث مستقل، يُعرف باسم المحكّم، بدلًا من اللجوء إلى القضاء. إن قرار المحكّم النهائي، المعروف بالجائزة النهائية أو حكم التحكيم، ملزم وقابل للتنفيذ بنفس الطريقة كقرار المحكمة. تخضع عملية التحكيم في دبي لقانون التحكيم الاتحادي الإماراتي (القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2018)، والذي يتماشى مع قواعد الأونسيترال للتحكيم وهو القانون الوطني للتحكيم التجاري الدولي.
أبرز مزايا التحكيم في دبي
- السرية: يتميز التحكيم بسريته على عكس الإجراءات القضائية العلنية. وهي ميزة تهمّ وتفيد بشكل خاص الشركات التي تهتم بالحفاظ على سمعتها أو ترغب في حماية الأسرار التجارية.
- محكّمون خبراء: يمكن للأطراف المتنازعة اختيار حكام خبراء في مجال معين ذي صلة بالنزاع حرصًا على فهم القاضي لتفاصيل وتعقيدات المجال المعني التي يدور النزاع حوله.
- الكفاءة والمرونة: ما يميز التحكيم عمومًا أنه أسرع من اللجوء للقضاء؛ حيث يمكن للأطراف أيضًا الاتفاق على الإجراءات والجداول الزمنية، مما يضفي المرونة على عملية التحكيم.
- التنفيذ: الإمارات من بين الدول الموقعة على اتفاقية نيويورك بشأن الاعتراف بالقرارات التحكيمية الأجنبية وتنفيذها، مما يعني أنه يمكن تنفيذ قرارات التحكيم النهائية الصادرة في دبي في الدول الأخرى الموقعة على الاتفاقية.
عملية التحكيم في دبي
تبدأ عملية التحكيم عادة بتقديم طلب لإجراء عملية التحكيم، يليه اختيار المحكّمين، ثم يليه إدلاء الأطراف ببياناتها، وتقديم الأدلة، ومشاركتها في جلسات الاستماع. بعد نظر المحكّم في القضية، فإنه يصدر حكمه النهائي. طوال هذه العملية يلعب الاستشاريون القانونيون في دبي دورا أساسيًا هامًا، بدءاً من تقديم المشورة حول جدوى التحكيم إلى تمثيل العملاء خلال جلسات الاستماع.
التحديات والاعتبارات
على الرغم من الفوائد العديدة للتحكيم، إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب والتحديات، ولعل أحد هذه العيوب المحتملة هو التكلفة العالية للتحكيم أحيانًا مقارنة بالإجراءات القضائية، خاصة إذا اختارت الأطراف محكّمين مشهورين أو مراكز تحكيم دولية. بالإضافة إلى هذا العيب، فعلى الرغم من أن قرارات التحكيم تكون نهائية بشكل عام، إلا أنها تخضع للاستئناف في نطاق محدود وهو ما يمكن اعتباره عيبًا في حال كان قرار التحكيم غير مناسب للأطراف.
يعتبر التحكيم في دبي وسيلة فعالة وجديرةً بالنسبة للشركات لحل نزاعاتها، خاصة في المسائل التجارية المعقدة. يمكن للشركات خوض التحكيم بكل ثقة من خلال فهم عملية التحكيم جيدًا والتعاون مع استشاريين قانونيين ذوي خبرة في دبي، مما يضمن حماية مصالحها وحل نزاعاتها بسرعة.







